تعرفوا علي قصة وائل الكفيف من الالف للياء:من منكم رٲي الله!!

بقلم زهير السراج

* زف لنا الاخ (برير اسماعيل يوسف) سكرتير اللجنة التنفيذية للجالية السودانية بـ(كاردف وجنوب ويلز) بالمملكة المتحدة، عبر صحيفة (الراكوبة) الغراء النبأ السعيد بحصول المحامى السودانى الأستاذ (وائل عمر عابدين) على رخصة ممارسة المحاماة بكل من ويلز وانجلترا، بعد اجتياز الإمتحان الصعب المؤهل لذلك (QUALIFIED LAWYERS TRANSFER SCHEME )، كأول سودانى ينال هذا الشرف الكبير، بالإضافة الى كونه أول (محامى كفيف) على الاطلاق يجلس لهذا الإمتحان وينجح فيه، وهو ما أدخل السرور فى نفوس كل السودانيين فى بريطانيا على وجه الخصوص، كما قال الاخ يوسف فى بيانه بـ(الراكوبة)، وأزاح عنها هَم الكآبة والأنباء الحزينة التى لا تنقطع !!
* وكان (وائل) قد تعرض الى تجربة مؤلمة وجرح نفسى عميق عند قبوله لدراسة القانون بجامعة الخرطوم فى عام 1994، فعند ذهابه لإجراء المعاينة والتسجيل، ولم تكن الفرحة تسعه لتحقق رغبته فى دراسة القانون ونزول الهم الثقيل عن كاهل والديه خوفا على مستقبله، ومستقبل أخويه الكفيفين، قابله الدكتور المسؤول عن اجراء المعاينات بجفوة شديدة عندما حان دوره، وقال له بدون سلام أو ترحيب “موش انت الجا أبوك معاك قبيل تحت؟” فأجابه بنعم، فقال له الدكتور بنبرة عالية وغاضبة:”طيب أبوك دا ما كان يجي يعمل المعاينة دي بدلك”!!
* يقول وائل: ” للوهلة الأولى احسست بأن السؤال جزء من المعاينة، المراد منه اختبار قدرتي على التحمّل فأجبت بهدوء وبرود:” انت شايف كدا أحسن يا دكتور؟!” عندها انفجر الدكتور غاضبا وصائحا “أيوا، نحن ما عندنا أي استعداد نقبل لينا طالب كفيف في الكلية دي”، سألته: “لماذا؟”، رد عليّ : “نحن ما عندنا أي إمكانيات نشتري ليك بيها مسجّلات ولا أشرطة”، قلت متسائلا :” من قال أنني أستعمل المسجلات للقراءة، وأنني سأطلب من الكلية أن تشتري لي مسجلات “، فعاجلني بالسؤال: “طيب انت حتقرا كيف؟” قلت له بأنني في مراحلي السابقة كنت أكتفي بحضور الحصص وبعض المذاكرة مع أصدقائي المتطوعين، وهنا رد بخشونة ” لاااا كلام زي دا في الجامعة مافي، ونحن عندنا هنا في كل محاضرة 30 سابقة قضائية، السابقة الواحدة تحتاج من الطالب إلى نصف ساعة في المكتبة، يعنى كل محاضرة محتاجة لـ 15 ساعة في المكتبة، وانت بطريقتك دي حتبلّط لينا في الجامعة وتربّت وتعذّبنا معاك”!!
* هنا أحس (وائل) أن أحلامه الأكاديمية ومستقبله قد انتهى، وبأن الشخص الذي يجلس امامه في حالة عداء مباشر وشخصي معه، فقد كانت طريقته في الكلام عدوانية وغير حسّاسة، وعندها بدأ متحفّزاً لصراع طويل وخاطب الدكتور بغضب :” أنا ما فاهم أنتو أصلا بتدرّسوا شنو بالضبط، انت ما سألت نفسك أنا وصلت هنا كيف، ونجحت في المدارس الحكومية التابعة للتربية والتعليم، ثم ثانياً هل دراسة القانون بالنسبة لي حتكون أصعب من الرياضيات والمفكوك والجذر والتكعيب واللوغاريثم والهندسة وخرائط الجغرافيا والتاريخ؟”
* رد الدكتور بصوت خفيض وبارد:” على كل حال أنا ممكن أحوّلك كلية الآداب” فأجابه (وائل) بلهجة ساخرة وحاسمة: ” يعني آداب دي مافيها قراية ولاّ شنو؟”، وهنا حسم الدكتور النقاش قائلا:” أنا ما عندي ليك حاجة، ممكن تمشي لعميد الكلية اسمه حافظ الشيخ الزاكي وقول ليه دكتور الفاتح الرشيد قال ما بيقبلني”، وانتهى اللقاء !!
* عاد (وائل) الى المنزل كسير النفس، بعد أن ماتت فرحته بالجامعة، والمستقبل الذى ينتظره، والملابس الجديدة التى اشتراها، وهدايا الأهل والأصدقاء، وكان مهموماً كيف ينقل الخبر إلى والديه ويرمى على كاهلهما مرة أخرى الهم الذى انزاح عنهما بقبوله فى كلية القانون، غير أنهما استقبلا الخبر برباطة جأش، أو تظاهرا بذلك، وخففا عنّه ووعده ابوه بأن يذهب فى اليوم التالى إلى دكتور بشير الشيخ، الذى كان وكيلاً للجامعة، ويحدثه فى الأمر!!
* ويقول (وائل): “كان دكتور بشير الشيخ أستاذاً لوالدتي (حرم السر النور) في أكاديمية العلوم الإدارية، وعندما ذهبنا الى مكتبه وسردت له ما حدث، قام على الفور بالاتصال بدكتور (الفاتح الرشيد) وطلب منه الحضور إلى مكتبه، فحضر دكتور الفاتح وكرر ما قاله فى اليوم السابق بنفس اللغة، ولم تجد كل الدفوع التى قدمها والده ودكتور بشير الشيخ بأن جامعة الخرطوم مؤسسة مرموقة ولها دور اجتماعي كبير لتلعبه، أذنا صاغية لدى دكتور الفاتح الرشيد وكأنه لم يسمع شيئا، وهنا تدخلت وقلت: ” أنا متضرر أبلغ الضرر من هذا القرار الغريب، وعلى ما أذكر كان هنالك سؤال في استمارة التقديم للجامعات، هو: هل تعاني من أي مرض يمنعك من الالتحاق بالجامعة، وقد أجبت عليه، فإذا كان هناك شرط مسبق يحظر قبول الطلاّب المكفوفين بكلية القانون، فلماذا تم ترشيحي للقبول في الكلية منذ البداية، ثم رفض إلتحاقى بها الآن وحرمانى من فرصة القبول بجامعات أخرى حسب تسلسل الرغبات التي وضعتها في استمارة التقديم؟!”
* وصل النقاش الى طريق مسدود، فعرض (وائل) على دكتور الرشيد ان تقوم جامعة الخرطوم بكتابة كل الوقائع المتعلّقة بالموضوع من نسختين باللغتين العربية والانجليزية فى ورقة مروسة وموقع عليها ومختومة بختم الجامعة، وتسلمها له، حتى يستطيع الدفاع عن حقوقه، فأجابه دكتور الرشيد قائلا:” إحنا أصلا ما كنّا عايزينك تقعد في الكلية وتعيد السنة بثلاثة سنين”، فأجابه يوسف، إن أية كلية محترمة لها قواعد اكاديمية تحكم مسيرة الطالب، وإذا لم ينجح فعلى الجامعة ان تفصله، وهنا قال له دكتور الرشيد: ” خلاص مادام دا رأيك حأمشي أحاول ليك في مجلس الكلية عشان يقبلوك”، وانتهى الاجتماع !!
* بدأت الدراسة فى الكلية ولم يكن قبول وائل قد حُسِم، واستنفرت الأسرة كل علاقاتها في المجتمع والجامعة للتوسّط في الموضوع، ومن الذين تدخلوا دكتور (سراج اللبني) بكلية العلوم وبروفيسور (سيادات)، بروفيسور (مدثّر التنقاري)، وكابتن شيخ الدين محمد عبدالله، إلى ان جاءت المفاجأة الداوية من عميد كلية القانون وقتذاك الأستاذ (حافظ الشيخ الزاكي) الذى أبلغ الوسطاء أنه يرفض قبول (وائل)، لأنه لايمكن تعيينه بعد التخرّج، لا في السلطة القضائية، ولا في ديوان النائب العام!!
* يقول وائل: ” نقل لي الرفض بروفيسور سراج بكلية العلوم وهو أحد الوسطاء، فطلبت منه أن ينقل ردي إلى عميد كلية القانون ورئيس القضاء السابق حافظ الشيخ الزاكي، أولاً، بأنني متقدم للدراسة في كلية ،وليس لوظيفة، وأن مهمته كعميد هي إدارة العملية التعليمية، وهو غير مسؤول عن توظيف خريجي الكلية في السلطة القضائية ولا في ديوان النائب العام، فهذا الأمر خارج نطاق سلطاته واختصاصاته، ومن غير المقبول أن يحتج بهذا السبب في مواجهة قبولي للدراسة بكلية القانون. ثانيا، إنني أرغب في دراسة القانون من اجل الدراسة والعلم وليس للحصول على وظيفة، وثالثا، اننى لا أعتقد أن جميع خريجي كلية القانون جامعة الخرطوم قد تم توظيفهم في السلطة القضائية او في ديوان النائب العام، وأننى أنتهز هذه الفرصة واطلب من السلطة القضائية ووزارة العدل أن توضّح للرأي العام موقفهما من توظيف أشخاص مكفوفين في سلك القضاء والنيابة، حيث أن هذا الكلام قد ورد على لسان عميد أعرق وأهم كلية قانون في السودان ورئيس سابق للقضاء، وكما أعلم فهنالك عدد من القضاة المكفوفين يعملون في المحاكم الإنجليزية المشهود لها عالمياً بالكفاءة والخبرة”.
* من الصدف الغريبة أن الاستاذ (وائل) قام فى يوم 23/9/2010 بتقديم ورقة عمل في (مؤتمر تمويل مشاريع البنية التحتية عن طريق نظام البوت بقاعة الصداقة) كان عنوانها (الجوانب القانونية لتمويل مشاريع البنية التحتية عن طريق نظام البوت)، تجاوز عدد الحضور فيها الثلاثمائة شخص من قيادات القطاع العام والخاص، وكانت المفارقة أن من قدّمه في المنصة، وكان يجلس على يمينه، هو (محمد بشارة دوسة) وزير العدل والنائب العام وقتذاك وقد قدمه بـ( الأستاذ العالم وائل عمر عابدين)!!
* يقول (وائل)، إنه علم خلال صراعه من أجل الإلتحاق بكلية القانون، بأن زميلا له يدعى (عادل عبدالعزيزالنورانى)، وهو كفيف أيضا، يمرّ بنفس التجربة، وتصادف أن له صلة قرابة وثيقة ببروفيسور (صديق الضرير) بكلية القانون، فكان أن قُبل الإثنان معاً فى نهاية الأمر، ولكن ليس معروفاً على وجه الدقة إن كان لقرابة زميله ببروفيسور (الضرير) صلة بهذا الأمر !!
* كان القبول مشروطاً بالتوقيع على تعهّد من شقين، الأول عدم مطالبة الكلية بأي التزامات من أي نوع، والثاني دفع أتعاب الشخص الذي ستنتدبه الكلية ليقوم بكتابة إجابات أسئلة الامتحانات نيابة عن (وائل)، وكانت أتعاب ذلك الشخص تعادل ضعف الرسوم الدراسية السنوية!!
* ويقول وائل: “دلفت إلى الدراسة متجاوزاً الغبار الكثيف لتلك المعركة العبثية، وكنت أمام خوف حقيقي من السقوط في الامتحانات، وبدأت أسأل نفسي كيف سأذاكر ومع من، وكان أن تعرّفت على زميلى (أنور محمد سليمان)، المحامي الآن وصديقي العزيز، الذي أدين له بما لاستطيع أن أعبّر عنه. كان هادئاً متزنا ً ذكياً وساخراً، وبمرور الأيام تشكّلت مجموعتنا أو (الشلّة)، وكان أحد أعضائها الشهيد (محمد عبدالسلام بابكر)، من أبناء حي الدباغة بود مدني الذي تمّ اغتياله في السنة الرابعة، وقُيّدت الدعوى ضد مجهول، بالرغم من أنه اُغتيل في الثالثة صباحاً على إثر اجتياح داخليات مجمّع الوسط بالجامعة، وهذه قصة طويلة ومريرة أرجو أن أسردها في وقت لاحق!!
* ويضيف: “المهم أن (محمد عبدالسلام) كان من بادر وجمع الشلّة فى غيابي وأقترح عليهم أن يقتسموا المواد بينهم، وكل واحد مسؤول أن يذاكر معي إحدى المواد، وتمّ اخطاري بالجدول، وافادني محمد لاحقا أن الاقتراح جاء من ابن خالته (ياسر الأمين) الذي كان في السنة الثانية بمدرسة العلوم الإدارية في ذلك الوقت، وأنا حقيقى مدين لهذه الأسرة بما حققته وبما قد أحققه في المستقبل، إن شاء الله. وكان في الشلّة صديقي (أمير محمد يوسف) الهادئ الطبع والذي كنّا نلقّبه بالسنهوري، و(سعد سعيد حسب الله) من أبناء النيل الأبيض الذى أصبح عديلي الآن، ودكتور (جودة بشرى) الذي يعمل الآن محامياً بنيويورك، و(محمد أحمد علي آدم) والقائمة تطول”!!
* “عندما اقترب موعد الامتحانات أحسست ببعض القلق، وراجعت إدارة الكلية للتأكيد على مضمون التعهّد، فتفاجأت بقولهم إنهم كإدارة غير ملزمين بتوفير شخص ليقوم بكتابة إجاباتي على الامتحان، وإنما عليّ أنا شخصياً أن أجد ذلك الشخص بشرط أن يكون طالبا في جامعة الخرطوم ولكن ليس من كلية القانون، وكان أمراً مباغتا وتعسفيا فكل الجامعة تقريبا تدخل الامتحانات في وقت متزامن، ومن الصعوبة أن تجد شخصا واحداً يستطيع أن يتفرغ لأداء جميع الامتحانات، ومرة أخرى غمرني الشهيد (محمد عبدالسلام) بإحدى جمائله الكثيرة، فقد طلب من ابن خالته (ياسر الأمين) الطالب بكلية العلوم الادارية، الوحيدة التى يختلف تقويمها عن بقية الكليات، ان يقطع إجازته ويأتي من (سنار) لمساعدتي في أداء الامتحان، ولبّى ياسر الطلب على الفور، وعندما كنا متوجهين سويا لاداء الامتحان فوجئنا بأحد موظفي الكلية يقول بأن ياسر لن يدخل معي للقاعة الامتحان لأن الكلية قد وفّرت شخصا للقيام بهذه المهمة!!
* ويواصل وائل:” كانت الامتحانات في الكلية قصة أخرى، فلقد كانت أوراق الامتحانات تصلنى فى المكتب المنفصل الذى امتحن فيه بعد نصف ساعة أو أكثر من بداية زمن الامتحان، وكثيرا ما كنت أطارد الموظفين والأساتذة لإرسال الأوراق، والغريب في الأمر أنهم لم يكونوا يتأخرون دقيقة واحدة في جمع الأوراق عند نهاية الزمن، رغم أنه بالنسبة للأشخاص المكفوفين يجب أن يكون ضعف الزمن الأصلي المخصص للامتحان، أو على الأقل مرة ونصف، والحكمة من ذلك معروفة وهى الطريقة التى يتم بها تلاوة الاسئلة والاجابة عليها وتدوين الاجابات ..إلخ” !!
* “كانت هناك ممارسة مضحكة مبكية من إدارة المكتبة، فإذا ذهبت مع أحد زملائي لنقرأ داخل المكتبة، اتى إلينا موظفو المكتبة وطلبوا منّا التوقف على الفور لأن في ذلك إزعاج لبقية زملائنا من مستخدمي المكتبة، رغم أننا كنا نتخير الأماكن المعزولة، وعندما أطلب استلاف الكتاب بضمان بطاقتي، كانوا يرفضون ذلك بحجة أن اللوائح لاتسمح به” !!
* “انتهت الامتحانات وكان انتظار النتيجة ضرباً من العذاب، ولكن جاء النجاح لاعيش مع اسرتى فرحة عارمة، ثم نجحت في السنة الثانية وانتقلت للسنة الثالثة، وعندها كان شقيقي الأصغر قد أحرز نسبة عالية في امتحان الشهادة السودانية، وتم ترشيحه للقبول بكلية القانون أيضا، وظهر اسمه فى أول القائمة، ولا أظن أن القراء يصدقون أنه مرّ بنفس المسلسل التراجيدي الذي مررت به، وما اذكره أن مسجّل الكلية آنذاك عندما ضاق بالأمر انفعل وقال لشقيقي محمد:” انتو ما يعملوا ليكم جامعة براكم، نحن النجيلة بتاعت الجامعة دي ما لاقين قروش نسقيها بيها”، وأرجو أن يحكى لكم شقيقى يوما ما قصته مع جامعة الخرطوم وذلك بعد عودته من طوكيو التى سافر إليها لنيل درجة الدكتوراة !!
* أخيرا، تخرج (وائل) من كلية القانون جامعة الخرطوم بمرتبة الشرف، وحصل على درجة الماجستير فى القانون من نفس الكلية، وعلى درجة الماجستير فى قانون الاعمال الدولى من جامعة مانشيستر بالمملكة المتحدة، بواسطة منحة من المجلس الثقافى البريطانى (شفيننج)، وفى عام 2007 تم احتياره ضمن أحدعشر محامياً أفريقيا لتمثيل القارّة في برنامج ( محامون دوليون من أجل أفريقيا) بلندن، وحصل على دورات متقدمة من جامعات أوكسفورد وكامبريدج و لندن ومعهد آدم سميث، وتدرب فى عدد من كبريات شركات المحاماة في لندن، وها هو الآن يحصل على رخصة ممارسة المحاماة فى إنجلترا وويلز كأول سودانى يحصل على هذا الشرف، وأول كفيف على الاطلاق!!
* متى نفهم أن أصحاب الاحتياجات الخاصة هم مثلنا تماما، ونعاملهم باحترام، ونحترم حقوقهم ونلبى رغباتهم، ونيسر لهم الحياة كما تفعل كل المجتمعات المحترمة، وان فقدان البصر أو السمع أو الحركة لا يساوى شيئا أمام عزيمة الانسان وارادة الله، وكما قال وائل، متى كان فقدان البصر حائلا امام المعرفة، وإلا كنا فى حاجة لرؤية الله حتى نؤمن بوجوده !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سودانية تطلب الطلاق من زوجها لاغرب سبب وقاضي محكمة الاسرة ام درمان يفضل الحل الودي

العضة… الكاتب: عبد اللطيف البوني