العضة… الكاتب: عبد اللطيف البوني
🌍 *وغربت شمس (العضة).. بقلم عبد اللطيف البوني
--
(1 )
وسائل التواصل الاجتماعي والتي بموجبها أصبح أي شخص يمكن أن يكون إعلامياً وأي شخص في البيت في الشارع في المسرح يمكن أن يكون مستقبلاً –بكسر الباء- للرسالة الإعلامية بعبارة أخرى فكت احتكار العمل الإعلامي فجعلته منداحاً –حلوة اندياح دي – كالماء والهواء هذه الاستباحة –برضو حلوة – كشفت أننا الشعب السوداني الفضل\البطل نحب المغالطة فأي شخصين التقيا عندما يبدي الواحد منهما وجهة نظر في أمر ما يقف الآخر منه موقفاً مضاداً فمثلاً إذا قلت إن اللون الرمادي غير مريح للنظر ينبري رفيقك بالقول إنه مريح جداً أما اللون هو الذي يتعب النظر هو الأبيض وإذا قلت إن اللون الرمادي مريح للنظر ينبري بالقول إنه غير مريح . خاصية المغالطة مركوزة فينا منذ الأزل، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي أظهرتها مثلما أظهرت الكثير من الأشياء المخبوءة. وقد لحظت في الأسابيع الأخيرة أن عملية (الكشف) هذه بدأت تؤتي أكلها وقد ظهر ذلك في نفي الكثير من المسلمات التي كنا نظنها في أنفسنا بعبارة بدأنا مرحلة مواجهة الذات ثم انتقلنا إلى تقريعها وقد وصلنا مرحلة جلد الذات وهي دون شك مرحلة هدامة ولكنها لن تستمر وسنرجع للنقد الموضوعي بس بعدما نغسل أطنان المبالغة التي كنا نحكيها عن أنفسنا.
(2 )
بعيداً عن السياسة ومماحكاتها دعونا نذكر أمرين فقط بلغت فيهما المغالطة أوجها في فترة العيد الأخير أولها الثوب السوداني وما قالته عنه سيدة الأعمال وداد يعقوب ثم لبس الدكتورة تابيتا بطرس له في ذات الأيام ثم مبادرة (أشعريون) وإن شئت قل (أشعبيون) وموقف الشارع منها وسط ذلك الزخم من الاختلاف والمغالطة ظهر إجماع سوداني على أمر وهو الموقف من كلام نقابة عمال النقل من ظاهرة استخدام التطبيقات الحاسوبية في عملية النقل عند جماعة ترحال وغيرها فهذه النقابة (المحترمة جداًجداً) طالبت بإيقاف وسائل النقل التي تستخدم الاتصال الإلكتروني لماذا؟ أجابت لأنها لا تدفع ضريبة للدولة (لا بالله ,,, خلاص إنت قلبك على الدولة ؟ قال دولة قال) لحسن الحظ ثبت أن كل الشركات أو على الأقل أشهرها مستوفية لكل الشروط المطلوبة بما فيها رخصة النقل الطارئ ونحن لسنا بصدد ذكر الطفرة الإيجابية التي أحدثتها تلك التطبيقات في عالم النقل فهذا أمر أدركه الكثيرون ولكن الذي أعجبني في الموضوع الرفض العام الذي قوبل به كلام نقابة النقل أكاد أجزم بأنه إجماع لم يسبق له مثيل الأمر الذي فتح كوة أمل بأن السودانيين يمكن أن يجمعوا على أمر (نحن قلنا سياسة ما فينا هنا).
(3 )
التطور التقاني فارض نفسه لامحالة وقد وصل الآن في بعض البلدان مرحلة العلاج فهناك تطبيقات تغنيك عن الذهاب للمختبر كقياس السكري والضغط فتطبيق داخل موبايلك يمكن أن يوضح لك شيء خليك من التجارة الإلكترونية والمعاملات البنكية والذي منه فكلمة تطبيق سوف تصبح أيقونة الحياة في مقبل الأيام إن لم تكن قد أصبحت عليه يصبح موقف نقابة عمال النقل أمراً يجب الوقوف عنده لأنه يعبر عن ثقافة متخلفة لا تتحلى بها نقابة عمال النقل وحدها بل عقليات كبيرة تدير الدولة فكلنا سمعنا بالحكومة الإلكترونية فهذه الحكومة بين ليلة وضحاها يمكن أن تكون بيننا ولكن العقليات التي تدير الدولة وقفت حجر عثرة أمامها.. بعض العقليات موقفها ثقافي (من جهل شيء عاداه) ولكن معظمها موقفها ذاتي نفعي أي خوفاً على القرشين اللذين يدرهما الشغل اليدوي المتخلف فليعلم الجميع أن هذه (العضة) شمسها قد غربت.
اخي الزاىر:
مجلة تمبول الاخبارية نلفت انتباهك للفقرات ادناه
1/كل الموضوعات التي تنشر هي موضوعات هادفة تخدم المجتمع وتحقق اهداف المدونة بعيدا عن التعصب وقبول الراي والراي الاخر لان الاختلاف لايفسد للود قضية
2/تابع اكثر من 30 عمود صحفي يوميا لأشهر الكتاب
ملحوظة -
نطرح ما يعكس الواقع باقلام تعبر عن رؤيتها ولا نتبنى فكر أحد
تعليقات