إيقاف شهادات العذريّة.. عربيات بلا كرامة ورجال كحيوانات!
فوجئت حين قرأت قبل قليل، عبر مختلف المواقع العربية، خبراً يقول أنّ السلطات الجزائرية جمّدت إمكانية الحصول على شهادات العذريّة التي لن تعطى بعد اليوم إلا بأمر من القضاء، وذلك في التحقيقات المرتبطة بالفتيات المغتصبات أو الضالعات في شبكات إجرامية، ما يعني أنّها كانت تُطلب لاحقاً نزولاً عند طلب أي رجل!
وأضافت هذه الصحف: شهادات العذرية كانت مطلوبة بكثرة للفتيات الراغبات في الزواج حيث يُجبر عدد كبير من الرجال الجزائريين، في بعض مناطق البلاد، زوجاتهم المستقبليات بإطلاعهم على شهادات تثبت أنهن لا يزلن محتفظات بعذريتهنّ.


هل تصدقون أنّ قرار تجميد هذه الشهادات حصل اليوم أو أمس على أغلب تقدير، أي في ٢٩ مارس الـ٢٠١٦، أي في عصرنا هذا وأيامنا هذه! هل تصدّقون؟
نحن لا نرغب أن نصدّق، أنّ بعض البلاد العربية ما زالت حتى وقت ماضٍ بسيط، تسمح للرجال العرب أن يُجبروا النساء العربيات على طلب شهادات لإثبات عذريّتهنّ قبل الزواج!
أي شرف هذا الذي نؤمن به نحن العرب «المساطيل»؟ هل إثبات الشرف يحتاج إلى ورقة أم يُمكن أن يقوم على الثقة والصراحة بين الطرفين؟
أي كرامة تسمح لامرأة أن تقصد مركزاً رسمياً وتطلب الكشف على فرجها ليصدّق خطيبها أنّها عذراء، وبالتالي ليتزوّجها!
نشكر الله أنّ الجزائر أوقفت هذه الطلبات الرخيصة، لأنّ توافر مثل هذه القرارات معيب بل مخزي بحق الجزائر والعرب ككل.
هذه الشهادات تهين الرجل أولاً، وتذلّ المرأة المذلولة أصلاً، وتجعلنا نبصم بالعشرة أنّنا أمّة الجهل والغباء والتديّن المنافق و«الرخص» بكل أنواعه، وأنّ ما نشهده اليوم وكل يوم من جهل وتخلّف وتعصّب ورجعيّة فنابع من فرج امرأة وعضو رجل، حيث نحصر عقولنا اللاهثة دائماً خلف الجنس بكل غرائزه، لنتحوّل إلى حيوانات ناطقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سودانية تطلب الطلاق من زوجها لاغرب سبب وقاضي محكمة الاسرة ام درمان يفضل الحل الودي

العضة… الكاتب: عبد اللطيف البوني