قائد طائرة سودانير الكابتن محمد علي عبدالله يرفض رش الطائرة والركاب بالمبيدات الحشرية من قبل السلطات المصرية

"إنني مسؤول عن سلامتكم، وقبلها عن كرامتكم لذلك قررت العودة بكم للخرطوم"
عند هبوط طائرة سودانير بمطار القاهرة قادمة من الخرطوم في آواخر الثمانينيات، وكانت العلاقة بين البلدين مشحونة للغاية، جاء مسؤولون يطلبون رش الطائرة والركاب بالمبيدات الحشرية قبل نزولهم، رفض قائد الطائرة الكابتن محمد علي عبدالله قائلاً لهم من حقكم تطهير الطائرة بالمبيدات ولكن بعد خلوها من الركاب وهذا هو الإجراء المتعارف عليه دولياً، ولكني اعترض على رش الركاب، تمسك المسؤولين المصريون بموقفهم. خاطب الكابتن محمد علي الركاب قائلا: إنني مسؤول عن سلامتكم، وقبلها عن كرامتكم لذا قررت العودة بكم للخرطوم فصفقوا له ووافقوا على قراره وأقلع بطائرته عائدا الى الخرطوم دون إرادة المسؤوليين المصريين وبعدها تحسنت المعاملة كثيراً بفضل شجاعة كابتن محمد وموقفه البطولي.
أحالته السلطات للتحقيق بدلاً من تكريمه على شجاعته ودفاعه عن كرامة شعبه وبلده.
جرد من عمله يوم 24/اغسطس/1989وانتقل للعمل بشركات طيران خاصة.

ولد كابتن محمد علي في منطقة دلقو المحس في 22/ أغسطس/1947والدته زينب محمد فضل من قرية كوكا، تلقى تعليمه في مدرسة دلقو الأولية ثم انتقل إلى وادي حلفا وتلقى تعليمه الأوسط ثم الثانوية بمدينة عطبرة ومنها التحق بكلية العلوم جامعة الخرطوم لكنه لم يواصل فيها واتجه للعمل بسودانير حيث عين بها وفي العام 1968 أرسل إلى مركز التدريب الجوي باكسفورد
وأصبح نسراً وعلماً خفاقاً في مجال الطيران
توفي يوم 21اكتوبر2009 إثر تحطم طائرة شحن بمطار الشارقه، ويحكى أنه بذات النبل قرر أخذ الطائرة المشتعلة بعيداً عن المدينة المكتظة بالبشر وضحى بروحه ومن معه من زملاءه لإنقاذ الشارقة من وقوع كارثة . له الرحمة بقدر ما قدم لوطنه وشعبه.
ـــــــــــــ
إن الحد الفاصل بين الحياة والموت هو الكرامة الانسانية .. أرجو أن يكون قادتنا السياسيين مثل الكابتن محمد علي في تقديمه كرامة المواطن السوداني على أي شي آخر حتى مصلحته الشخصية.
منقووووووووول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سودانية تطلب الطلاق من زوجها لاغرب سبب وقاضي محكمة الاسرة ام درمان يفضل الحل الودي

العضة… الكاتب: عبد اللطيف البوني