دبي
أعلنت حكومة دبي الاماراتية فوز الشركة الفرنسية “ألستوم” المتهمة بالمشاركة في تهويد مدينة القدس المحتلة، بعقد مقداره 2.88 مليار دولار أمريكي لتوسيع “مترو دبي”.
وفاز كونسورسيوم بقيادة مجموعة ألستوم الفرنسية للنقل بعقد بقيمة 2.88 مليار دولار (2.6 مليار يورو) لتوسيع مترو دبي بحيث يصل إلى موقع معرض إكسبو 2020 التجاري العالمي، حسبما أعلنت حكومة دبي الأربعاء.
واتهمت الشركة الفرنسية بالمشاركة في تهويد القدس بسبب تنفيذها مشروع “قطار القدس” الذي يربط بين المستوطنات ومدينة القدس المحتلة، بحسب ما نشر المركز الفلسطيني للإعلام.
وأطلق مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة حملة في 2011 طالب فيها بالضغط على حكومات الدول العربية التي تنفذ الشركة مشاريع فيها، مثل مصر والسعودية والكويت والعراق.
وأطلق نشطاء حملة شعبية ذكروا فيها بكلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرئيل شارون حين قال: “إن قطار القدس سيحافظ على القدس وإلى الأبد عاصمة للشعب اليهودي والعاصمة الموحدة لدولة إسرائيل”.
وعلى أثر الحملات الشعبية ومطالبات السعودية بإلغاء عقد مشروع “قطار الحرمين” الذي يربط مكة بالمدينة، أصدرت السفارة السعودية في مصر بيانا قالت فيه إن المملكة دعت الشركة إلى الانسحاب فورا من المشروع.
وأكد بيان السفارة أن المملكة تدين مشروع قطار القدس، الذي يهدف لتهويد المدينة المحتلة.
وأورد بيان حكومة إمارة دبي أن المشروع يشمل بناء خط بطول 15 كلم وشراء 50 قطارا، موضحا أن الكونسورسيوم يحمل اسم “إكسبولينك” ويشمل شركتي “إكسيونا” الإسبانية و”غولرماك” التركية.
وأضاف البيان أن مجموعة “ألستوم ستوفر” القطارات الـ50، 15 منها للخطوط الجديدة والـ35 الباقية لتحديث النظام الحالي.
وتنافست عشرة تحالفات شركات دولية على العقد. وأشار مصدر مقرب من الملف إلى أن ألستوم كانت تتنافس خصوصا مع مجموعة ميتسوبيشي اليابانية.
وأضاف البيان أن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم”اعتمد ترسية عقد مشروع مسار 2020 بكلفة 10.6 مليار درهم… على تحالف إكسبولينك” و”أصدر الأوامر لبدء أعمال البناء فورا” حتى يتم تسليم المشروع ليتزامن مع معرض إكسبو 2020.
وتم الإعلان عن العقد في مراسم ضخمة خلال مؤتمر صحافي نظمته هيئة الطرق والمواصلات بدبي التابعة لحكومة دبي.
وأوضح رئيس الهيئة مطر الطاير أن الكونسورسيوم سيبدأ الأعمال في الفصل الأخير من العام 2016، مضيفا أنه سيتم تدشين خدمات هذا الخط من المترو في 20 أيار/ مايو 2020، قبل خمسة أشهر تماما على موعد معرض إكسبو 2020.
وقادت ألستوم تحالفا كان وراء بناء نظام الترامواي في دبي والذي يمتد على عشرة كيلومترات وكلف مليار دولار وتم تدشينه في العام 2014.
في المقابل، بنى كونسورسيوم بقيادة ميتسوبيشي اليابانية مترو دبي الذي شكل نقلة نوعية في مواصلات الإمارة عند تدشينه في أيلول/ سبتمبر 2009.
وأعلن رئيس ألستوم هنري بوبار-لافارج أن الكونسورسيوم “يعتز باختياره”، وقال إن العقد يشكل “مساهمة كبيرة جديدة لألستوم في الإمارات”.
وأضاف بوبار-لافارج: “سنقدم التكنولوجيا الحديثة الأكثر تقدما للمشروع” وسنواصل عملنا “كشركاء أهل للثقة لدى هيئة الطرق والمواصلات”.
ويشمل المشروع الجديد الذي أطلق عليه اسم “مسار 2020” نظام مترو مسير إلى موقع معرض إكسبو 2020.
ويفترض أن تتولى شركة تاليس الفرنسية إعداد إشارات الخط الجديد، بحسب مصدر فرنسي.
وشهد إطلاق مترو دبي تأخيرا بعد الأزمة المالية في 2008 و2009 والتي كانت لها انعكاسات كبيرة في الإمارة، كما أدت الخلافات المالية بين حكومة دبي والكونسورسيوم بقيادة ميتسوبيشي إلى تأخر أعمال البناء.
وعلق مصدر فرنسي قريب من الملف بأن “ألستوم سلمت الترامواي قبل الموعد (في 2014) وذلك لعب دورا كبيرا”، مشيدا بـ”العقد الضخم” الذي تابعه رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس شخصيا.
والمشروع الجديد مرحلة مهمة للنقل البري في دبي البالغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة وتستقبل سنويا أكثر من 14 مليون سائح. ويتوقع أن يرتفع عدد زوار دبي إلى عشرين مليونا بحلول 2020.
وينظم معرض إكسبو للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وتم اختيار موقعه في جنوب دبي يمتد على مساحة 438 هكتارا بالقرب من مطار آل مكتوم الدولي، ثاني مطارات الإمارة.
تعليقات